المصدر: مهاجر نيوز

 

منذ عامين، حاول سيسوكو، شاب من مالي بعمر 31 عاما، اجتياز البحر المتوسط. من بين 129 شخصا كانوا معه على القارب، مات 62 بينهم كل الأطفال الذين كانوا على متن القارب.

"في تشرين الثاني/نوفمبر 2016، كان قد مضى على وجودي في ليبيا عدة أشهر، ولم يكن بمقدوري فعل أي شيء. أطلق ليبيون علي النار، ما أدى إلى إصابتي بطلقة في الورك وإلى تفتت عظامي.

رب الأسرة المهاجرة التي كنت أعيش عندها في طرابلس قال لي: إصابتك خطيرة، إما عد إلى مالي أو اذهب للعلاج في أوروبا، وإلا لن تكون النهاية سعيدة.

فكرة الذهاب إلى أوروبا لم تخطر لي من قبل. لم يكن بمقدوري العودة إلى مالي أو البقاء هنا. لذلك قررت ركوب البحر لأتمكن من العلاج.

تقرر موعد الرحيل مساء 24 تشرين الثاني/نوفمبر. لم يكن لدي معلومات كافية حول الوصول إلى الشاطئ؟ وكيف نركب القوارب الذاهبة؟ فيجب أن تبقى قدمي ممددة بكل الأحوال. قام ثلاثة مهربين بحملي إلى القارب. شعرت أن عظامي تتحرك من مكانها خلال العملية. صرخت، كنت أتألم بشدة. قالوا لي يجب أن تسكت، فالوقت كان ليلاً ولا نريد أن يتنبه أحد لوجودنا.

لم يكن هناك أي شيء. لا ضفاف، ولا شواطئ ولا قوارب نجاة

130 شخصا ركبوا معي ذلك القارب الصغير. وضعوني بين الأطفال وسط القارب كي تبقى قدمي ثابتة. عند منتصف الليل، دفعوا القارب باتجاه البحر. قال لنا المهرب إنه بعد ثلاث ساعات سنرى مراكب ستأتي لمساعدتنا وإخراجنا من المياه.

أبحرنا مطولا ضمن سواد الليل الطويل. عند الساعة 7 صباحا، عندما بدأت الشمس بالارتفاع عاليا في السماء، كنا ننظر حولنا، لم يكن هناك أي شيء. لا ضفاف ولا شواطئ ولا قوارب نجاة.

كان هناك شخص يحمل بوصلة، لكنه لم يعرف كيف يستخدمها. وقال لنا الشخص الذي يقود القارب إن المحرك لم يعد يعمل.

 

قراءة المزيد: InfoMigrants